في خطوة لافتة وموثقة، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي خلال مشاركته في ندوة "صالون ماسبيرو الثقافي"، أنّ السلطات في مصر ستقوم بإزالة الحواجز الأمنية وفتح جميع الطرق التي كانت مغلقة أمام السفارات الأجنبية.

 

وأوضح الوزير بشكل واضح ومؤثر: "قولا واحدا، ستُزال جميع الحواجز وتُفتح الطرق أمام جميع السفارات الأجنبية في مصر"، مؤكدا أن القرار يشمل تسهيل حركة السيارات والمشاة على حد سواء.

 

يأتي هذا الإعلان بعد أيام قليلة من إزالة السلطات المصرية الحواجز الخرسانية التي كانت تحيط بمبنى السفارة البريطانية في وسط القاهرة، ما تسبب في إغلاق مؤقت لمبنى السفارة الرئيسي بينما كان يتم مراجعة الإجراءات الأمنية الجديدة من جانب السفارة نفسها .

 

وقد اعتُبر هذا التطور أول خطوة فعلية على طريق تطبيق التوجه الجديد الذي أعلن عنه الوزير.

 

هذا القرار يكتسب سياقا أعمق في ضوء ما سبق من حوادث دولية مثل احتجاجات وتعرض سفارات مصر لهجمات في أوروبا، وتخوّف وزير الخارجية من عدم توفر الحماية الكافية لمقار مصر في الخارج، مشددا على أهمية المعاملة بالمثل .

 

ويمكن القول إن ما يشهده اليوم من خطوة عملية نحو إزالة الحواجز هو ترجمة فعلية لهذا المبدأ في أرض الواقع، بما يعكس الثقة المتبادلة بين الدولة ومواطنيها في إدارة ملف حساس دون أن يحمل عبء يومي على المدنيين.

 

وتنبع هذه المبادرة من رغبة في إعادة الانسيابية إلى شوارع القاهرة العامة ومن تعزيز نهج الدبلوماسية المعتمدة على المعاملة بالمثل، في ظل الثقة التي يمنحها المصريون لجهاتهم السيادية في إدارة أمن العاصمة دون قيود إضافية. 

 

هذه الخطوة لا تمثل فقط تسهيل الحركة، بل تعبيرا عن الثقة الداخلية والمكانة التي يحظى بها البلد في حماية أمن بعثاته الدبلوماسية دون الإضرار بالمواطنين.