يُعتبر نوانكو كانو أحد أعظم أساطير كرة القدم الأفريقية على الإطلاق. موهبته الفذة، مسيرته الحافلة بالألقاب مع أندية عريقة مثل أياكس وأرسنال، وتتويجه بالميدالية الذهبية الأولمبية مع منتخب بلاده، جعلت منه رمزًا قوميًا في نيجيريا؛ لكن بعد اعتزاله، لم ينسحب كانو من المشهد العام، بل بدأ ينسج خيوط علاقة معقدة ومثيرة للجدل مع الحياة السياسية في بلاده.
شعبية كانو الهائلة في نيجيريا جعلته هدفًا جذابًا للسياسيين الساعين لكسب أصوات الجماهير، ففي عام 2018، انتشرت أخبار تفيد بأن كانو ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية النيجيرية لعام 2019، مستوحيًا ذلك من نجاح زميله السابق في كرة القدم، الليبيري جورج ويا، الذي أصبح رئيسًا لبلاده، وعلى الرغم من أن كانو نفى لاحقًا هذه الأنباء، إلا أن الشائعات كشفت عن الأهمية السياسية التي يمثلها كنجم محبوب في البلاد.
ولم يتوقف الأمر عند الشائعات، فقد تم استخدام اسم كانو وصورته في حملات سياسية مختلفة، حيث انتشرت أخبار كاذبة حول دعمه لمرشحين رئاسيين محددين، مما اضطر كانو إلى إصدار بيانات رسمية ينفي فيها انحيازه لأي طرف، ويؤكد على أن دوره يقتصر على نصح المواطنين بالمشاركة في العملية الانتخابية واختيار "المرشح المناسب".. هذا الموقف عكس حذره من الانخراط الكامل في المستنقع السياسي، مع إدراكه في نفس الوقت لقوة تأثيره على الرأي العام. من العمل الخيري إلى الإدارة الرياضية بدلاً من الدخول المباشر في عالم السياسة، ركز كانو جهوده على مجالات أخرى ذات تأثير اجتماعي ورياضي.
تأسيسه لـ "مؤسسة كانو للقلب"، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لمساعدة الأطفال الأفارقة الذين يعانون من مشاكل في القلب، يعد أحد أبرز إنجازاته بعد الاعتزال، هذه المؤسسة لاقت دعمًا شعبيًا واسعًا، ما عزز مكانته كشخصية عامة لا تهتم فقط بالرياضة بل بقضايا المجتمع أيضًا.
وفي خطوة مهمة تؤكد عودته للساحة الرياضية، تم تعيين كانو في عام 2023 رئيسًا لنادي إنييمبا النيجيري العريق. هذا المنصب لم يكن مجرد دور إداري، بل كان بمثابة منصب سياسي رياضي بحد ذاته، إدارة أكبر الأندية في نيجيريا تتطلب علاقات وثيقة مع الحكومة والجهات الرسمية، مما يضع كانو في قلب صناعة القرار الرياضي التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسياسة النيجيرية.