بعد الإعلان التاريخي عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي رعته مصر وقطر والولايات المتحدة هل تخون إسرائيل اتفاقية السلام وتستأنف الحرب على غزة من جديد ،بينما يتنفس العالم الصعداء، تظل المخاوف قائمة بشأن استدامة هذا السلام . فالمعلومات الواردة من قلب الحدث تشير إلى وجود "نوايا مبيتة" وعلامات تحذير تلوح في الأفق، تنذر باحتمالية "غدر" إسرائيلي وعودة سريعة لـ استئناف الحرب.

1. إشارات الغدر: وتهرب نتنياهو من الإطار الكامل

الاتفاق الأولي، الذي وُصف بأنه "المرحلة الأولى"، واجه أولى اختباراته على الأرض بوقائع مثيرة للقلق:

 * دوي الانفجارات مستمر: رغم إعلان وقف إطلاق النار، أفادت تقارير الدفاع المدني في غزة ولقطات وكالة رويترز بأن القصف الإسرائيلي لم يتوقف بشكل تام، خاصة في شمال القطاع، مما يشير إلى استمرار "منطق الحرب" على الأرض.

 * التصويت الجزئي للحكومة الإسرائيلية: أكد مسئول إسرائيلي أن التصويت الحكومي الذي سيقوده بنيامين نتنياهو سيقتصر على اتفاق تبادل الرهائن والأسرى فقط، ولن يشمل إطار وقف إطلاق النار بأكمله. هذا التهرب من المصادقة على الإطار الكامل يفتح الباب أمام احتمال التراجع والطعن في الالتزام بالهدنة لاحقاً.

 * تمركز القوات: التصريح الإسرائيلي ببقاء القوات "متمركزة على طول الخط الأصفر" والانسحاب الجزئي فقط (مع البقاء في 53% من القطاع) يؤكد أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بوضع هجومي، ويشير إلى أن هدف "الانسحاب الكامل" لم يتحقق بعد.

2. العقد الخلافية: القضايا التي لم تُحل وتُهدد بنسف السلام

الاتفاق الأولي، الذي رحب به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ترك عمداً نقاطاً شائكة قد تتحول إلى قنابل موقوتة تهدد الاتفاق بالكامل:

 * نزع سلاح حماس: تُعتبر هذه النقطة مطلباً إسرائيلياً أساسياً لم يتم التطرق إليه في الإطار الأولي. أي محاولة لفرض هذا الشرط لاحقاً ستكون سبباً مباشراً لاستئناف القتال.

 * مستقبل إدارة غزة: ترك مصير الإدارة المستقبلية للقطاع غامضاً يمنح إسرائيل ورقة ضغط مستقبلية، ويثير توترات سياسية قد تنعكس على الساحة العسكرية.

3. استعداد الجيش الإسرائيلي: "الاستعداد لأي سيناريو"

في إشارة واضحة لعدم الثقة في الاتفاق، رحّب الجيش الإسرائيلي بالهدنة، لكنه أصدر تعليمات لجنوده "بالاستعداد لأي سيناريو". هذا الاستعداد الدفاعي القوي، المعلن من رئيس الأركان، يُعد دليلاً على أن المؤسسة العسكرية لا تستبعد إمكانية انهيار الاتفاق وتجدد الأعمال العدائية.

4. نداءات "نوبل للسلام" كـ "غطاء دولي"

على الجانب الآخر، تبرز الجهود الدبلوماسية كحائط صد. الدعوة الأمريكية لمنح الرئيس السيسي جائزة نوبل للسلام من خلال عضو الحزب الجمهوري الأمريكي مالك فرنسيس ،والتي تُشير إلى اعتراف دولي بدور مصر الحاسم في إنهاء المرحلة الأولى. هذا الدعم الدبلوماسي القوي يُشكّل ضغطاً كبيراً على إسرائيل لعدم "الغدر" بالاتفاق، حيث أن أي خرق إسرائيلي في هذه المرحلة سيضعها في مواجهة مباشرة مع الوسطاء الدوليين.

 

الخلاصة:

بينما يرى الرئيس السيسي أن الاتفاق يمثل "انتصار إرادة السلام"، يرى البعض أن التمركز العسكري والتحفظ الحكومي الإسرائيلي - يلقي بظلال كثيفة من الشك. عملية السلام هي حجر البناء الأول لوقف تلك الحرب ،ولكن المخاطر التي قد تدفع إسرائيل لـ "خيانة الاتفاق" و استئناف الحرب لا تزال موجودة ، كما عاهدناهم لا عهد لهم .