يخوض المستشار إبراهيم أدورد، مرشح حزب الوعي لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 عن محافظة القاهرة، سباق الانتخابات مستندًا إلى خلفية قانونية وسياسية تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، مؤكدًا أن هدفه ليس خوض التجربة لمجرد الحضور، بل تقديم إضافة حقيقية للحياة التشريعية في مصر.

تجربة سياسية ممتدة ومسيرة نضالية واضحة

في حديثه مع منصة "خمسة سياسة"، استعرض المستشار أدورد تجربته مع العمل العام، مشيرًا إلى أنه سبق وخاض انتخابات مجلس النواب في 2020، ورغم عدم فوزه حينها، فقد وصف التجربة بأنها "نزيهة وشريفة". وأشار إلى أنه كان يعتزم الترشح لمجلس الشيوخ في نفس العام، لكن تم استبعاده لسبب إجرائي تمثل في عدم توقيع زوجته على إقرار الذمة المالية.

أدورد بدأ نشاطه السياسي عقب ثورة 25 يناير، حيث التحق بحزب المصريين الأحرار وتدرج داخله حتى أصبح عضوًا في الهيئة العليا ورئيس لجنة الانضباط وحقوق الإنسان. تنقّل بعد ذلك بين عدد من الأحزاب منها حزب الوفد، الحرية المصري، حماة الوطن، ليستقر أخيرًا في حزب الوعي الذي يرى فيه "مشروعًا جادًا لتكوين كوادر سياسية جديدة"، حسب تعبيره.

الرهان على حزب الوعي.. التنظيم والانضباط قبل كل شيء

يرى أدورد أن حزبه الحالي يمثل حالة تنظيمية استثنائية رغم حداثته، قائلًا: "لست جديدًا على العمل الحزبي، وأعرف الفرق بين الحزب الذي يعمل لصورة إعلامية والحزب الذي يبني تنظيمًا حقيقيًا. حزب الوعي يمتلك أدوات سياسية محترمة، وهيكلًا تنظيميًا واضحًا، ومشروعًا سياسيًا يستحق أن يُبنى عليه مستقبل سياسي مختلف".

اختيار الشيوخ.. خبرة قانونية في المكان المناسب

وعن سبب ترشحه لمجلس الشيوخ تحديدًا، أوضح أدورد أن طبيعة المجلس تتوافق تمامًا مع خبرته كمحامٍ بالنقض والدستورية العليا، مشيرًا إلى أن الشيوخ ليس مجلسًا خدميًا، بل مجلس رأي وخبرة وتشريع "أنا أعمل في القانون منذ أكثر من 38 عامًا، وأدرك تمامًا ما تحتاجه الدولة من تشريعات رشيدة، خصوصًا في ملفات مثل قانون الإجراءات الجنائية، وقانون الإيجارات، التي شاركت في مراجعتها وصياغتها من خارج البرلمان".

برنامج انتخابي يعكس هموم المواطن

يؤمن المستشار إبراهيم أدورد أن النائب الناجح يجب أن يكون ممثلًا حقيقيًا لقضايا الناس، لا متحدثًا باسم النظام أو الحكومة. ومن هنا جاءت أبرز أولوياته التشريعية، التي تشمل:

  • الصحة: تطوير المستشفيات الحكومية، والارتقاء بجودة خدمات الرعاية الحرجة.

  • التعليم: تجديد المناهج وتنمية التفكير النقدي والهوية الوطنية.

  • ذوي الهمم: العمل على تفعيل القوانين الخاصة بهم وتحقيق العدالة المجتمعية.

  • قضايا المرأة والشباب: تمكين حقيقي يعكس وجودهم كقوة محركة للتغيير.

يرى أدورد أن مجلس الشيوخ قادر، من خلال اختصاصاته، على تقديم رؤية تشريعية مؤثرة تواكب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

حملة انتخابية قصيرة.. لكنها محسوبة على الثقة

رغم ضيق المدة الزمنية المخصصة لحملات الشيوخ (13 يومًا فقط)، يرى المستشار أدورد أن رصيده المجتمعي والنقابي في القاهرة كافٍ لتعويض قصر المدة، قائلًا:
"أعمل في دوائر شبرا، روض الفرج، والساحل منذ أكثر من 14 عامًا، واسمي معروف بين الناس منذ عام 1987. أنا لا أراهن على يافطة أو مؤتمر، بل على علاقة طويلة وثابتة مع الناس".

وأوضح أن المعركة الانتخابية في محافظة بحجم القاهرة تحتاج إلى تواصل مباشر مع الكوادر الشعبية والمهنية، وهذا ما يملكه بالفعل، مضيفًا:
"أنا نازل مش عشان أزيّن شارع بلافتة.. نازل بمشروع ورؤية وموقف".

خاتمة: مصر تحتاج لصوت حقيقي داخل الشيوخ

واختتم حديثه برسالة صريحة مفادها أن مصر بحاجة إلى رجال دولة حقيقيين وليس موظفين سياسيين، مؤكدًا أن الحياة السياسية في مصر تحتاج إلى تشريعات نابعة من الواقع، ونقاشات ترتكز على الفهم العميق لا المجاملة، وأنه يترشح ليكون صوتًا لهذا النهج.