يُعدّ ملعب أولمبي بول بيا، المعروف أيضًا بالملعب الأولمبي في ياوندي، عاصمة الكاميرون، أحد أحدث وأبرز المنشآت الرياضية في القارة الأفريقية، و افتُتح هذا المجمع الضخم في عام 2021، ويُمثل رمزًا للطموح الكاميروني في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، ويُسلط الضوء على الدور المحوري للقيادة السياسية في صياغة مستقبل الرياضة.

يقع الملعب في منطقة أولمبي السكنية، وقد صُمّم وفقًا لأحدث المعايير الدولية لاستضافة مباريات كرة القدم والفعاليات الكبرى، يتسع الملعب الرئيسي لأكثر من 60 ألف متفرج، ويشمل مرافق متطورة مثل ملاعب تدريب، ومسبح أولمبي، ومجمع رياضي داخلي، لم يكن بناء هذا الصرح مجرد مشروع إنشائي، بل كان استثمارًا استراتيجيًا في البنية التحتية الرياضية للبلاد، وقد استُخدم الملعب كأحد الملاعب الرئيسية خلال كأس الأمم الأفريقية 2021 التي استضافتها الكاميرون، مما أثبت جاهزيته وقدرته على استضافة البطولات الكبرى بنجاح.

لا يمكن فصل قصة ملعب بول بيا عن دوره الرئيسي كرمز للاستثمار الحكومي في الرياضة، ويُظهر هذا المشروع بوضوح كيف يمكن للسياسيين أن يكون لهم تأثير مباشر على تطوير الرياضة، رئيس البلاد، بول بيا، الذي سُمّي الملعب بأسمه، كان له دور محوري في الموافقة على المشروع وتمويله، هذا الدعم السياسي كان ضروريًا لإنجاز المشروع الذي تطلب استثمارات ضخمة وتعاونًا دوليًا
.

يُعدّ هذا النهج نموذجًا شائعًا في العديد من البلدان، حيث تُستخدم المشاريع الرياضية الكبرى ليس فقط لتلبية الاحتياجات الرياضية، بل أيضاً كأدوات للترويج للبلاد، وجذب الاستثمارات، وتعزيز الشعور بالهوية الوطنية، من خلال بناء مثل هذه المرافق، يُرسل القادة السياسيون رسالة واضحة حول التزامهم بدعم الشباب والرياضة، كما أن استضافة البطولات الكبرى، مثل كأس الأمم الأفريقية، تمنح البلاد منصة عالمية لعرض ثقافتها وقدراتها التنظيمية.

ومع ذلك، لا يخلو هذا النهج من التحديات، فبينما تُشيد منشآت حديثة، يجب أن يصاحبها استثمار مستمر في برامج تدريب الشباب، ودعم الأندية المحلية، وتطوير الكوادر الرياضية، يجب أن تذهب رؤوس الأموال إلى ما هو أبعد من بناء الملاعب لتشمل تطوير المواهب من القواعد الشعبية، وهذا هو الاختبار الحقيقي الذي يواجه السياسيين، هل ستُستخدم هذه المنشآت كمنصات لتطوير الرياضة على المدى الطويل، أم أنها ستظل مجرد رموز معمارية؟.

يُعدّ ملعب بول بيا أكثر من مجرد ملعب، إنه شهادة على القوة التحويلية التي يمكن أن تمتلكها القيادة السياسية عندما تستثمر في الرياضة، يُمثل هذا الصرح منارة للأمل والإلهام للرياضيين الكاميرونيين، ويُظهر للعالم أن الكاميرون جاهزة للاستمرار في دورها كقوة كبرى في كرة القدم الأفريقية
.