​في عالم السرعة والإثارة، غالبًا ما تكون حلبات سباقات السيارات هي المسرح الوحيد الذي يحدد مصير المتسابقين؛ ولكن بالنسبة للسائق الروسي نيكيتا مازيين، أثبتت الأيام أن السياسة قد تكون أقوى من محركات الفورمولا 1، وأن قرارات الحكومات يمكنها أن تنهي مسيرة رياضية واعدة في لحظة.

كانت مسيرة مازيين، الذي ينحدر من عائلة ثرية ومؤثرة في روسيا، محط أنظار الكثيرين منذ دخوله عالم الفورمولا 1، لم يكن تألقه محصورًا في موهبته كسائق فحسب، بل ارتبط أيضًا بوالده، ديمتري مازيين، الذي يعد أحد الأثرياء الروس البارزين ورئيس شركة Uralchem للكيماويات.

هذا الارتباط القوي بين الثروة والرياضة كان بمثابة جواز سفر لمازيين لدخول عالم الفورمولا 1، وتحديدًا مع فريق هاس. ​

تغير كل شيء في عام 2022، عندما شنت روسيا عمليات عسكرية على أوكرانيا، كانت هذه اللحظة فارقة ليس فقط على الصعيد السياسي، بل على الصعيد الرياضي أيضًا، رد الفعل الدولي كان قويًا وشاملًا، وتضمنت العقوبات فرض حظر على العديد من المؤسسات والشخصيات الروسية.

هذا التطور وضع مازيين في موقف لا يُحسد عليه، ففجأة، أصبح وجوده في الفورمولا 1 محل جدل كبير، ​لم يمر وقت طويل حتى اتخذ فريق هاس قرارًا بإنهاء عقد مازيين، كان القرار قاسيًا وصادمًا؛ لكنه كان ضروريًا في نظر الفريق لتجنب أي مشاكل قانونية أو أخلاقية.

لم يكن الأمر مجرد إنهاء عقد، بل كان بمثابة إبعاد كامل عن عالم السباقات الذي طالما حلم به، في غضون أيام قليلة، تحول نيكيتا مازيين من سائق محترف يشارك في أرقى البطولات العالمية، إلى شخصية منبوذة بسبب أفعال لا يتحكم فيها.

​لم يقتصر التأثير على مازيين شخصيًا، بل امتد أيضاً إلى فريق هاس، الذي خسر شريكه الرئيسي، شركة Uralchem، وهي الجهة التي كانت تمول مشاركة مازيين بشكل كبير، كان قرار الفصل قرارًا مزدوج الأثر، فقدان سائق وفقدان مصدر تمويل رئيسي.

​رد فعل مازيين على القرار كان خليطًا من الغضب وخيبة الأمل، اعتبر أن ما حدث له هو أمر غير عادل، وأنه أصبح ضحية لـ "السياسة الرياضية".

وفي حديث له، أكد مازيين أن الرياضيين يجب أن يبقوا بعيدًا عن الصراعات السياسية، وأن الرياضة يجب أن تكون جسرًا للتواصل وليس أداة للعقوبات.