أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن هجمات 11 سبتمبر 2001 كانت مرحلة فاصلة وحاسمة في تاريخ العلاقات الدولية، حيث رفعت الولايات المتحدة شعار "من ليس معنا فهو ضدنا"، وهو ما انعكس على سياساتها في مواجهة الإرهاب وتعاملها مع العالم.
وأوضح فهمي، في تصريحات خاصة لـ"خمسة سياسة"، أنه كان شاهدًا على تلك الفترة أثناء وجوده في أمريكا، حيث تعرض العرب هناك لأسوأ معاملة، في سياق السياسات الأمريكية الجديدة التي وضعت نفسها "فوق العالم" تحت مبرر محاربة الإرهاب.
وأشار فهمي إلى أن مصر لم تكن مجرد متلقٍ لتداعيات ما جرى، بل قدمت خبرة سياسية ومعنوية ورمزية مهمة، وطرحت روايتها الخاصة في التعامل مع الجماعات الإرهابية. وأضاف أن القاهرة نجحت بمهارة في مواجهة هذه الجماعات، مستفيدة من خبرتها الطويلة ومن حرص أطراف دولية عديدة على نقل التجربة المصرية للعالم وقتها، في ظل حاجة المجتمع الدولي إلى رؤية واضحة لمكافحة الإرهاب.
وبخصوص تأثير الضغوط الأمريكية على السياسة الخارجية المصرية بعد 11 سبتمبر، شدد فهمي على أن تلك الضغوط لم تغيّر من جوهر السياسة الخارجية لمصر، التي ظلت تعمل في بيئة متشابكة ومعقدة، لكنها التزمت بالواقعية والاتزان. وأوضح أن السياسة الخارجية المصرية واصلت دورها القائم على الدبلوماسية الرئاسية وأفكار واضحة المعالم، ما منحها موقعًا مهمًا في المشهد الدولي والإقليمي.