أطلقت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) نداءً إنسانيًا عاجلاً، معربة عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع المأساوية التي يواجهها مراسلوها داخل قطاع غزة، في ظل تدهور غير مسبوق للظروف المعيشية، محذرة من خطر موتهم جوعًا في أية لحظة، في سابقة هي الأولى منذ تأسيس الوكالة عام 1944.
الموت جوعا في قطاع غزة
وفي بيان رسمي، أكدت الوكالة أن عشرة من صحافييها المتعاونين في غزة، من بينهم مراسلون ومصورون وفنيو فيديو، يواصلون تغطية الأحداث رغم الظروف الكارثية التي يعيشونها، والتي تشمل الفقر المدقع، ونقص الغذاء والمياه النظيفة، وانهيار البنية التحتية بالكامل، بما في ذلك شلل النظام المصرفي.
وأشارت AFP إلى أن العاملين ما زالوا يتقاضون أجورهم الشهرية، إلا أن عمليات التحويل المالي تعاني من تأخيرات طويلة وخصومات كبيرة تصل إلى 40% نتيجة اعتمادهم على وسطاء ماليين، ما يفاقم من معاناتهم اليومية.
وسلّط البيان الضوء على حالة المصوّر “بشار”، الذي يعمل لدى الوكالة منذ عام 2010، ويُعد من ركائز التغطية البصرية في القطاع. وكتب بشار عبر "فيسبوك" في 19 يوليو: "لم تعد لدي القوة للعمل في الإعلام، جسدي أصبح هزيلاً ولا أستطيع الاستمرار". ويعيش بشار في منزل مدمر مع والدته وإخوته، دون ماء أو كهرباء أو أثاث، معتمدًا على مساعدات الأقارب لتأمين الحد الأدنى من الطعام.
كما نقل البيان شهادة مؤلمة للصحفية "أحلام"، المقيمة في جنوب القطاع، التي قالت: "في كل مرة أخرج فيها لتغطية حدث، لا أعلم إن كنت سأعود حيّة". ورغم ذلك، تصر على الاستمرار في أداء رسالتها الإعلامية، مضيفة: "أحاول أن أكون صوت من لا صوت لهم، وأوثق الحقيقة رغم كل محاولات القمع".
وأشارت الوكالة إلى أن انعدام الوقود وصعوبة التنقل دفعت الصحفيين لاستخدام وسائل بدائية كالمشي أو العربات التي تجرها الحمير، في سبيل إيصال رسالتهم للعالم.
واختتمت AFP بيانها بنداء مفتوح إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، مؤكدة أنها لم تواجه من قبل خطر فقدان فريق صحفي بسبب الجوع حتى في أشد مناطق النزاع التي غطتها خلال تاريخها، قائلة: "نخشى أن نستقبل يومًا نبأ وفاة أحد صحافيينا جوعًا، وهذا أمر يفوق كل تصور".