أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء «عملية عسكرية واسعة» في قطاع غزة، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي دخل مرحلة جديدة من العمليات تستهدف ما وصفه بالبنية العسكرية لحركة حماس داخل مدينة غزة، وقال في كلمته: «الجيش الإسرائيلي بدأ اليوم مرحلة جديدة من القتال، وسنواصل حتى نحقق أهدافنا بالكامل».

وجاء ذلك بالتزامن مع تصريحات رسمية لرئيس الكنيست الإسرائيلي أكد خلالها أن «الهجوم البري على غزة بدأ بالفعل»، مضيفًا: «القوات الآن تتحرك داخل الأحياء الحضرية ضمن عملية منظمة».

من جانبه، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيانات متكررة على حساباته الرسمية دعا خلالها سكان شمال القطاع إلى النزوح جنوبًا، حيث كتب: «نهيب بالمدنيين في شمال غزة التحرك فورًا إلى الجنوب حفاظًا على سلامتهم»، مشيرًا إلى أن العملية ستشمل توغلات برية وضربات جوية مركّزة. 

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، تجاوز عدد النازحين من شمال غزة مائتي ألف مواطن خلال الأيام الأخيرة، في وقت لا تزال فيه آلاف الأسر عاجزة عن الانتقال بسبب انقطاع الطرق ونقص وسائل النقل.

وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الغارات الإسرائيلية المستمرة أسفرت عن سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى منذ تصعيد الهجمات على مدينة غزة، مؤكدة أن المستشفيات تعمل فوق طاقتها، وتعاني من نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

وقالت الوزارة في بيانها: «عدد كبير من الشهداء ما زال تحت أنقاض المباني التي تعرضت للقصف، وفرق الإنقاذ تواجه صعوبة في الوصول إليهم بسبب كثافة الغارات واستهداف محيط المناطق السكنية».

التقارير الميدانية أوضحت أن القصف الإسرائيلي استهدف الليلة الماضية عدة مناطق في مدينة غزة ومحيطها، بينها مبانٍ سكنية وملاجئ للنازحين، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء، فيما وصفت الطواقم الطبية الوضع بأنه «كارثي». 

وقال أحد الأطباء في مستشفى الشفاء: «نستقبل مئات الإصابات في وقت قصير، ولا نملك الإمكانيات الكافية لإنقاذ كل الأرواح». 

وأكدت مصادر محلية أن عشرات الآلاف من المواطنين يبيتون في العراء بعد نزوحهم، وسط نقص في الغذاء والمياه، وانقطاع للكهرباء والاتصالات في مناطق واسعة من القطاع.

وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استدعاء أعداد كبيرة من جنود الاحتياط للمشاركة في العملية البرية، مؤكدًا أن الهدف هو «القضاء على القدرات العسكرية لحماس» بحسب التصريحات الرسمية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: «غزة أصبحت ساحة قتال مفتوحة، ولن نتوقف حتى القضاء على البنية العسكرية لحماس»، بينما شدد على أن العمليات ستستمر حتى تحقيق ما سماه «الأهداف المرسومة».

دوليًا، صدرت إدانات واسعة من دول عربية وإسلامية تطالب بوقف العملية وحماية المدنيين، فيما عبرت منظمات إنسانية عن قلق بالغ من تدهور الأوضاع المعيشية داخل القطاع، محذرة من خطر المجاعة والأوبئة إذا لم يتم فتح ممرات إنسانية عاجلة.

وقالت وكالة الأونروا في بيان عاجل: «الوضع الإنساني في غزة ينهار بسرعة، ومئات الآلاف من النازحين بلا مأوى». 

وعلى الجانب الآخر، أكدت الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية دعمها لإسرائيل، حيث جاء في بيان للخارجية الأمريكية: «نقف إلى جانب إسرائيل في سعيها لضمان أمنها، لكننا نطالب في الوقت ذاته بضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين».

وبحسب المتابعين للشأن الميداني، فإن تطورات الساعات المقبلة ستحدد مسار العملية الإسرائيلية في مدينة غزة، وسط مخاوف من تصاعد أعداد الشهداء مع دخول المعارك البرية إلى مناطق مكتظة بالسكان، واستمرار الحصار الذي يعمّق الأزمة الإنسانية.

وأعلن تقرير وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء منذ بدء التصعيد الحالي تجاوز 64,870 شهيدًا، بينما أُصيب حوالي 164,610 شخصًا. 

وأضاف التقرير أن 68 جثمانًا نُقلت إلى المستشفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كما تم تسجيل 346 مصابًا جديدًا بنفس الفترة. 

من جهة أخرى، أبلغت الوزارة أن 413 حالة وفاة مرتبطة بالمجاعة قد سُجّلت منذ أكتوبر 2023، من بينهم 143 طفلًا.